السلام عليكم ورحمة الله
الجمال والقبح رغم أنهم نقيضان إلا أننا كبشر نختلف اختلافا نسبيا فيما بيننا على هذه النسب
لكن من الخطأ أن نربط الجمال والقبح بمخلوقات الله سبحانه وتعالى لأن الجمال عند الله في خلقه جمال مطلق، ولكننا نناقش الجمال على أن له صلة بالفن، والإسلام دين.. والفن جمال، فماهي الطريقة التي نربطهما معا ولا نفصلهما؟؟؟
البعض يؤكد على أن الفن يكره القيود كلها بما فيها الأخلاق،،، بينما الأديان تحرص على الأخلاق والمبادئ....
وحتى نصل إلى فهم حقيقة الجمال، لابد أن نؤمن أولا بأن الجمال عند الله مطلق وبما أن سؤال الصغيرة كان يربط الدين بالفن، وصيغ الدين بربطه بالله سبحانه وتعالى والجمال قصد منه الفن بالنظرة السطحية، فالاجابة تحتاج إلى توقف وفهم، ثم لشرح يتناسب مع عقلية الصغيرة والوصول إلى قناعتها الكاملة.
أقول لصغيرتي الحلوة: إن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء جميلا، وخلقه مفيدا، وخلقه عظيما بعظمة الله مالك الكون، فالثعبان هو الذي ينظف الأرض من القوارض والحشرات وبدونه تنتشر الأمراض، والعقرب كذلك خلقه الله لفوائد مشابهة، اما إذا تحدثنا عن الجمال فلنتأمل خلق الثعبان ونشاهد ألوانه في جلده الرائع، وله أنياب مقلوبة يظهرها عندما يصطاد ليأكل وعندما يدافع عن نفسه، ولننظر الى حركة زحفه والآثار التي يتركها خلفه على الرمال بطريقة متعرجة، أما العقرب بلونه الأسود اللامع أحيانا والأغبر في أنواع أخرى، فلنتأمل إلى تركيبة جسمه من مفاصل متراكبة مع بعضها وتشكل مفاصل عجيبة، وهذه كلها من معجزات الله، ثم هل تعلمي ياصغيرتي فائدة الثعبان والعقرب للإنسان، الإنسان يستفيد من السميات التي في هذين الإثنين لصنع الدواء الذي يشفي الإنسان، وأن الله لم يخلق شيء عبثاً، ولكن الإنسان يجهل أحيانا فوائد المخلوقات التي خلقها الله. ولتعلمي صغيرتي أن هذين المخلوقين لايعادون الإنسان ولايضروه إلا إذا تعرض لها الإنسان أو تدخل في حياتها، فهي تدافع عن نفسها.
أما المتسائلون الكبار فأقول لهم ماقاله محمد قطب: أنه حين تتبلد النفس، فيمر الإنسان على الوجود مرورا آليا، لايتفتح لغاياته وأهدافه وروابطه، ولايستجيب استجابة حية لما يربطه بالله والكون والحياة من صلات.. ولاتنطلق نفسه في الأفق الأعلى الذي تلتقي فيه كل هذه الصلات.. فإنه يكون قد ضيق على نفسه المنافذ، وحصر عالمه في نطاق ضيق محصور.
ثم يضيف: أن الجمال سمة بارزة من سمات هذا الوجود.. إن لم تكن أبرزه.
والحس البصير المتفتح يدرك الجمال من أول وهلة وعند أول لقاء...
والضرورة لخلق هذا الكون الواسع العريض هو "إن الله لغني عن العالمين" وليس في حاجة إلى هذا الخلق كله من جوامد وأحياء. أنما الكون صادر عن إرادة الله الحرة الطليقة التي لاتخضع للحاجة ولا الضرورة ولا القيود.
فالجمال في حقيقته ينبع من النظام الكوني الذي جبرنا الله عليه، وهو الذي أعطانا العقول لنضع معايير للجمال، ولكننا بحاجة إلى التمعن والتفكير دائما قبل إطلاق الأحكام ووضع المعايير، فالقبيح قد يكون جميلا من وجهة نظر أخرى وعندما نقول جمال فالجمال هذا في مفهومه الواسع ليس شكلا خارجيا فقط بل هو أكبر وقد يكون نظاما أو كلاما أو مضمونا وموضوعا أو حركة، وحتى الفضلات الحيوانية أصبحت جميلة عندما عرفنا دورها بعد معالجتها بيولوجيا لمكافحة الإحتباس الحراري والمحافظة على البيئة، وبالتالي فهي في خدمة الإنسان، ونؤمن أن كل مخلوقات الله لم تخلق عبثاً، ولكننا لانفقه حديثاً
تحياتي أختي حنان
Bookmarks